
نقترح هذه الصفحة من التواصل عبر أهم مواضيع وقضايا الساعة السياسية والاقتصادية في فرنسا وعبر العالم...مع خالص الود والتحية...إيدوم عبد الجليل...
................................................................
نتائج الشوط الثاني من الانتخابات البلدية الفرنسية: الموجة الزرقاء
وهزيمة تحالف اليسار
أسفرت نتائج الشوط الثاني من الانتخابات البلدية الفرنسية والتي تم الإعلان عنها تباعا مساء أمس الأحد عن اكتساح غير مسبوق لحزب اليمين المعارض (حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية UMP ) والذي حصد الأغلبية المطلقة في المدن الكبرى على المستوى الوطني، وبذلك يتحول هذا الحزب إلى القوة رقم واحد في الساحة السياسية الفرنسية.
وفي خضم حمى التنافس الانتخابي حيى السيد
ولقد شكلت مدينة باريس استثناءً على القاعدة إذ تمكنت آن هيدالغو مرشحة الحزب الاشتراكي الحاكم من انتزاع النصر في هذا الشوط الثاني من منافستها على مقعد عمدة باريس ناتالى كوسيسكو موريزى بنسبة 53،5 بالمائة من أصوات الناخبين، وكانت آن هيدالغو مدعومة من ائتلاف عريض أقامته حولها ويتشكل من أحزاب الخضر والتيارات المنضوية في أقصى اليسار وهيئات وجمعيات مدنية باريسية مختلفة.
يضاف إلى ذلك أن هذا الشوط الثاني أسفر أيضا عن تقدم ملحوظ لحزب الجبهة الوطنية FN (اليمين المتشدد) والذي تبوأ مكانه كقوة سياسية ثالثة في البلد متقدما على حزب الوسط (الموديم والإيدي إي) وذلك بحصده لأربعة عشر مدينة.
ونستطيع القول بأن هذه الانتخابات قد أسفرت عن معطيين أساسيين:
ـ المعطى الأول وهو انحسار تحالف اليسار في هذا الاقتراع.
ـ المعطى الثاني وهو ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت والتي وصلت حدود قصوى دارت حول 36،3 بالمائة من الناخبين.
ـ المعطى الثاني وهو ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت والتي وصلت حدود قصوى دارت حول 36،3 بالمائة من الناخبين.
وإذا كان الحزب الاشتراكي الحاكم قد احتفظ بمدينتي باريس وليون إلا أنه خسر 155 مدينة يفوق تعداد سكان كل منها على 9000 ساكن تحولت كلها إلى معسكر اليمين، في حين أن حزب الجبهة الوطنية أكد المنحى الإيجابي الذي سلكه في إستراتيجية محكمة منذ الشوط الأول لهذه الانتخابات وحصد الأغلبية في 11 مدينة إضافية ليصبح رصيده 14 مدينة.
إنها أمسية كابوسية ثقيلة الوطأة على اليسار بعدما تحول غريمه حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية UMP إلى القوة السياسية رقم واحد وهو يستعد الآن لجني الثمار وإدارة الغالبية المطلقة للبلديات التي يزيد عدد سكانها على 10 آلاف ساكن، لقد تحققت فعلا الموجة الزرقاء التي وعد بها حزب اليمين على أنقاض الموجة الوردية التي رفع شعارها الحزب الاشتراكي إبان الاستعدادات للحملة.
إن نظرة عامة في هذه النتائج تبين لنا أن اليسار خسر مدينة تولوز التي هي رابع مدينة فرنسية والتي كانت من غنيمته إبان انتخابات 2008، ونفس السيناريو حصل في مدن كان ورانس وسان تيتيان.
كما أنه فقد مدن هامة كان يهيمن على مجالسها هي بو وكمبير وآنجى لتتحول إلى المعارضة، أما مدينة ليموج فتحولت هي أيضا إلى اليمين بعد أن ظلت مدينة يسارية منذ العام 1912.
وقد تفادى الاشتراكيون الأسوء وحفظوا ماء الوجه بحفاظهم على مدن ستراسبورغ وليل وليون والعاصمة باريس.
وتمكن حزب أقصى اليمين الجبهة الوطنية من جانبه من تحقيق اختراق مكنه من الحضور على المستوى المحلى من خلال اكتساح مجالس 14 مدينة.
إن ما يمكن قوله إجمالا إن نتائج هذه الانتخابات شكلت إشارة واضحة إلى رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند والذي بات من شبه المؤكد أنه سيعمد إلى تعديل حكومي في الأيام القادمة يمكن أن يطال رأس الحكومة جان مارك آيرو، إلا أنه ومن دون شك لن يكون باستطاعته إلا أن يستجيب للرسالة التي وجهها الفرنسيون له وهو ما يعني ضرورة إصلاحات هيكلية وإعادة النظر في التوجهات العامة لاسيما التوجهات الاقتصادية بما في ذلك مواضيع الضريبة وسياسات العمل وهي المواضيع التي تشكل تجاذب قوي بشأنها مع معارضيه.
إيدوم عبد الجليل
باريس 31 مارس 2014
باريس 31 مارس 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق