الجمعة، 28 فبراير 2014

الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" SNIM

تحية إجلال بمناسبة الذكرى الخمسين لاستغلال مناجم الكدية والقلابة

الأستاذ/ إيدوم ولد عبد الجليل
idoumab@yahoo.fr

إنها ركيزة من ركائز الاقتصاد، رمز من رموز السيادة الوطنية للجمهورية الإسلامية الموريتانية.
تأسست الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" SNIM في خمسينات القرن الماضي من قبل الإدارة الاستعمارية الفرنسية، وكانت تدعى عند تأسيسها شركة ميفيرما MIFERMA أو شركة حديد موريتانيا، وكانت تُدار من مكاتبها في باريس وتستغل من خلالها فرنسا ثروة البلد المنجمية.

استمر هذا الوضع حتى منتصف سبعينات القرن العشرين إذ ما فتئت الاحتجاجات الشعبية والمطالب الرسمية تتواصل مطالبة بتأميم الشركة، وحدثت مواجهات مع العمال وشكل ذلك القطرة التي أفاضت الكأس لينتهي الغليان بتأميم الشركة في العام 1974.

بفضل ذلك تخلصت الحكومة الموريتانية من
العبء الثقيل وأعلنت شركة "ميفيرما" شركة موريتانية خالصة أطلق عليها منذ ذلك الحين الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" SNIM.

تعد هذه الشركة بحق أسطورة وطنية واكبت اقتصاد بلد يسير في طريق التنمية منذ فجر استقلاله في الثامن والعشرين من نوفمبر عام 1960 فكانت أكبر سند لميزانيته، وهي فضلا عن ذلك إحدى أهم الشركات على المستوى العالمي متخصصة في استخراج وتصدير معادن الحديد.

تدير هذه الشركة مخزون هائل من خامات المعادن الجيدة كما تمتلك أطول قطار في العالم يجر مقطورة من العربات الثقيلة يصل تعدادها إلى 250 عربة، ويصل طول القطار 2 كلم، كما ساهمت مع بداية عقود الاستقلال الأولى بقرابة 60 بالمائة من الميزانية العامة للدولة، ووصلت صادراتها من خامات الحديد للعام 2012 ما قدره 9،11 مليون طن والنسبة في ارتفاع مع مشروع "الطموح" لتصل في السنة المنقضية 2013 إلى أعلى رقم قياسي لها مسجلا ما قدره 042،13 مليون طن.


محطات مشرقة


في العام 1935 تمكن فريق من الباحثين الجيولوجيين الفرنسيين من اكتشاف مخزون من خامات الحديد في منطقة "الكدية" إلا أنه تعين انتظار 1951 حتى يتمكن فريق جيولوجي آخر مكون من باحثين فرنسيين، بريطانيين وكنديين من التوصل إلى نتيجة مؤداها أن استغلال هذه المناجم ممكن.

وفي العام 1952 تأسست شركة ميفيرما أو شركة حديد موريتانيا في باريس لتنطلق على إثر ذلك الدراسات الخاصة لاستغلال المناجم وتحصيل التمويلات اللازمة لذلك.

في 1960 بدأت أشغال بناء التجهيزات من سكك وعربات وموانئ.

كانت سنة 1963 سنة الثورة إذ توجت نهاية الأشغال الكبرى، وانطلق أول قطار منجمي محمل بالمعادن يوم 12 إبريل إلى ميناء نواذيبو، وتم شحن أول سفينة عملاقة غادرت الميناء المذكور يوم 27 إبريل 1963.

جاءت سنة 1974 حاملة معها التأميم وتسمت الشركة باسمها الحالي الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" SNIM.

1987 اكتشاف معادن مهودات على بعد 60 كلم شمال مدينة ازويرات.

2009 انطلاق برنامج التنمية والتحديث للشركة والمُشكل من عدة مشاريع بتكلفة إجمالية قدرها 1،1 مليار دولار.
تُصدر شركة سنيم للسوق منذ خمسين سنة خلت محتلة الرتبة الثانية على مستوى القارة الإفريقية بإنتاج سنوي قدره 12 مليون طن والزبناء الأساسيون هم القارة الأوروبية والصين.

كما أعلنت الشركة عن برنامج استراتيجي طموح أطلقت عليه "النهوض" يهدف إلى الرفع من الجودة وإلى ولوج صف أكبر خمس مصدرين لمناجم الحديد عبر العالم في السنوات العشر القادمة، وقد سجل هذا البرنامج نجاحا ملحوظا إذ ارتفعت الصادرات هذه السنة إلى 042،13 مليون طن وهو رقم قياسي حتى الآن في تاريخ صادرات الشركة.

إن دور الشركة، وهذا ما يميزها أنها لا تقتصر على مهامها التقليدية المتمثلة في استخراج وتصدير المعادن ولكنها وسعت من نطاق استثماراتها وتلعب بذلك دورا أوسع كشريك اقتصادي وشريك تنمية في البلد.

وتبقى الشركة رغم المهام الجمة التي تنتظرها والتحديات التي تتطلبها التنمية ركيزة هامة، فتحية لهذا الصرح الاقتصادي وإلى شقيقنا سيد المختار ولد عبد الجليل، إطار عالي بالشركة ورئيس مركز التخصص المعلوماتي HR ACCESS وإلى سائر الأطر والعمال وإلى مزيد من العمل، فالبلد بحاجة إلى جهودكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق